19 سبتمبر 2024 | 16 ربيع الأول 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

د.الراشد: القرآن الكريم معجزة الإسلام الخالدة..لم تمتد إليه يد التحريف ولا التغيير القرآن الكريم فيه عز الأمة وذكرها وواجبها تدبره وفهمه وتعلم علومه والعمل به سلوكاً وتطبيقاً

06 أبريل 2014

كتاب الله ليس مقصوراً على قوم دون قوم ولا مكان دون مكان ولا زمان دون زمان

ليس كتاب مواعظ ولا تشريع ولا تربية ولا ثقافة فقط وإنما كتاب شامل لكل شؤون الحياة

القرآن خاتم الكتب السماوية ومطبوع بطابع الكمال والتمام ومتوج بتاج النور

للعام الخامس على التوالي، تقيم دولة الكويت ممثلة في وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية الدورة الخامسة لجائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءاته وتجويد تلاوته تحت رعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، وقد بلغ عدد المشاركين في الجائزة لهذا العام 107 مشاركين يمثلون (57) دولة، وقد تنافس المتسابقون بأصواتهم العذبة على مسرح الهيئة الخيرية الإسلامية بدءا من أول شهر ابريل الجاري ولمدة تزيد على 7 أيام.

الجائزة باتت معلما دوليا، يؤمها القراء والحفاظ من جميع أنحاء العالم، لتضيف الكويت بهذه المسابقة إنجازا إسلاميا كبيرا يتمحور حول دعوة النشء والشباب لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده وتدبر معانيه.

والقرآن الكريم – كما يقول الأمين العام للأمانة العامة للقرآن الكريم وعلومه في دولة الكويت د. محمد اسماعيل الراشد في دراسة قيمة - معجزة الإسلام الخالدة، لا يزيدها التقدم العلمي إلا رسوخاً، أنزله الله على رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى الصراط المستقيم، وهو كلام الله تعالى، المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته، المتحدي بأقصر سورة منه، المبدوء بسورة (الفاتحة)، والمختوم بسورة (الناس)، المنقول إلينا نقلاً متواتراً، وهو كلام الله المقدس المعظم لدى المسلمين قديماً وحديثاً ، يتعاملون مع القرآن إجلالاً وتقديراً واحتراماً.

التعامل مع كتاب الله عز وجل يلزمه حزمة من الأسس التي ينبغي على المسلم الإيمان بها، وقد رصدها د. الراشد منطلقا من أن القرآن الكريم كلام الله تعالى ، ليس كلام نبي من الأنبياء ولا عالم من العلماء، إنما هو كلام رب العالمين خالق الخلق ورازقهم ومعبودهم، قال تعالى : (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) سورة النحل آية: 102، وهو كتاب هداية وبشرى للمؤمنين (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) سورة البقرة آية : 2 ، (وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) سورة البقرة آية : 97، فيه قصص السابقين وعالم الغيب.

وشدد على أن القرآن الكريم فيه عز الأمة وذكرها ومجدها قال الله تعالى : (لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) سورة الأنبياء آية: 10، وهو نور القلوب ونور البيوت، عن ابن عباس-رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب) رواه الترمذي و قال حديث حسن صحيح، وفي حديث آخر قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : (لا تجعلوا بيوتكم قبوراً إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) رواه مسلم، وهو الكتاب السماوي الوحيد الذي لم تمتد إليه يد التحريف ولا التغيير، قال الله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) سورة الحجر آية: 9، أنزله الله للإنس والجن، فليس مقصوراً على قوم دون قوم ولا مكان دون مكان ولا زمان دون زمان. قال -تعالى-: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا* يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا) سورة الجن آية: 1،2، يشتمل على شؤون الحياة جميعاً فهو ليس كتاب مواعظ فقط ولا تشريع ولا تربية ولا ثقافة فقط وإنما هو كتاب شامل لكل الأمور (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) سورة النحل آية: 89 ، (وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً) سورة الأنعام آية: 114.

وتابع د. الراشد إن القرآن الكريم خاتم الكتب السماوية، وهو مطبوع بطابع الكمال والتمام، ومتوج بتاج النور الذي لا يرام (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) سورة هود آية: 1، لا تنقضي عجائبه وهو مناسب لكل العصور إلى أن تقوم الساعة وكل جيل إلى يوم القيامة، وهو معجزة الله الخالدة إلى يوم الدين وهي حجة الله تعالى على عباده بخلاف باقي معجزات الأنبياء –عليهم السلام- التي ذهبت بذهابهم.

وهناك آداب كثيرة يستحب مراعاتها عند تلاوة القرآن الكريم - كما يوضح د. الراشد- منها الاخلاص لله تعالى في قراءته، كأن يستحضر المسلم في نفسه أنه يناجي الله –تعالى-، ويقرأ على حال من يرى الله –تعالى-، فإنه إن لم يكن يراه فإن الله يراه مستحضراً عظمة الله تعالى، وأن يقرأ القرآن الكريم على وضوء؛ لأن القرآن الكريم من أفضل الأذكار وكان النبي - صلى الله عليه وسلم- يكره أن يذكر الله تعالى إلا على وضوء.

ومن الآداب أيضا استخدام السواك قبل البدء في القراءة تطهيراً لفمه، وتعظيماً للقرآن والاستعاذة قبل القراءة: قال الله –تعالى- : (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) سورة النحل آية : 98 ، والحرص على البسملة في مطلع كل سورة سوى (براءة)، والقراءة بخشوع وسكينة وتدبر ، فذلك هو المقصود الأعظم، وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب قال الله- تعالى-: (كِتَابٌ أَنْـزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ ) سورة ص آية: 29، والتأدب عند تلاوة القرآن الكريم فلا يضحك، ولا يعبث ولا ينظر إلى ما يلهي.

ورصد أيضا من الآداب استحباب تزيين وتحسين الصوت عند قراءة القرآن الكريم ؛ لأن الصوت الحسن أوقع للنفس فعن البراء بن عازب قال : " سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في العشاء : { والتين والزيتون } . فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة منه " رواه البخاري ، وعن البراء - أيضا – قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( زينوا القرآن بأصواتكم) رواه أبو داود وغيره، وإن لم يكن حسن الصوت حسنه ما استطاع، بحيث لا يخرج به إلى حد التمطيط، والتغني المبتذل، والخروج على قواعد القراءة الصحيحة، وترتيل القراءة يعطي الحروف حقها من المد والإدغام قال الله تعالى: (ورتل القرآن ترتيلاً) سورة المزمل آية: 4 ، عن أنس-رضي الله عنه- أنه سئل عن قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : (كانت مدا ، ثم قرأ : { بسم الله الرحمن الرحيم } ، يمد ببسم الله ، ويمد بالرحمن ، ويمد بالرحيم) رواه البخاري، و حسن الاستماع والإنصات قال الله –تعالى-: ( وَ اِذَا قُرِأَ القُرْآنْ فَاسْتَمِعِوا لَهْ وَ اْنصِتوْا لَعَلكُمْ تُرْحَمُون ) سورة الأعراف آية: 204

كما يستحب إذا مر بآية رحمة، أن يسأل الله تعالى من فضله، وإذا مر بآية عذاب، أن يستعيذ بالله من الشر ومن العذاب، وإذا مر بآية تنزيه لله تعالى نزه فقال : سبحان الله أو تبارك الله، ففي الحديث(... إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ ...) رواه مسلم.

اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا ، وارزقنا تلاوته أناء الليل وأطراف النهار ، ووفقنا إلى تدبره وفهمه وتعلم علومه والعمل به سلوكاً وتطبيقاً، وخالص الشكر للدكتور محمد اسماعيل الراشد على هذه المعاني القيمة التي نسأل الله سبحانه وتعالى ان تكون في ميزان حسناته.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت